الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

بورخيس- كاتب على الحافة


    الكتاب الصادر اليوم من تأليف الناقدة الأدبية الأرجنتينية بياتريث سارلو وترجمة الكاتب المرحوم خليل كلفت.

أول طبعة ورقية لهذا الكتاب صدرت سنة 2004 عن المجلس الأعلى للثقافة في إطار المشروع القومي للترجمة الذي يشرف عليه د.جابر عصفور.
   يدور هذا الكتاب حول فكرة مؤداها أن أدب بورخيس أدب عالمي وفي الوقت نفسه أدب قومي أرجنتيني، من داخل وضد التراث الأرجنتيني والثقافة الأرجنتينية. وهو بهذا 
يتحدى الطريقة التي يجري بها تقديم بورخيس في المناخ الأوروبي الراهن، أيْ بورخيس الذي تفسره الثقافة الغربية (ويفسرها في الوقت نفسه) وكذلك التفاسير التي تقدمها هذه الثقافة أيضا للشرق، وليس أيضا بورخيس الذي تفسره الثقافة الأرجنتينية (ويفسرها)، وبصورة خاصة ثقافة بوينوس آيرس. وعلى هذا النحو فإن هذه القراءات "العالمية الطابع" تدع جانبا مظاهر حيوية لكتابات بورخيس، خاصة صلات إنتاجه بالتاريخ الأرجنتيني في القرن التاسع عشر وبتطور الحداثة الثقافية في الأرجنتين في العقود الأولى من القرن العشرين. والحقيقة أن بورخيس يكتب عند مفترق الطرق الذي تلتقي عنده الثقافة الأوروبية والثقافة الأرجنتينية. ويثبت إنتاجه مدى عظمة الأدب الذي يمكن إنتاجه في أمة طرفية هامشية ثقافيا، على حافة الثقافة الغربية. غير أن هدف سارلو لا يتمثل في تفضيل قراءة واحدة لبورخيس بل كان هدفها تقديم طرق مختلفة لقراءته تأخذ في الحسبان الطبيعة المزدوجة والمتناقضة دوما لإنتاجه الأدبي، بعيدا عن كل تبسيط. فهو في الحقيقة كاتب عالمي وفي الوقت نفسه قومي بعمق، طرفيّ في المركز، كوزموﭙوليتاني في الحافة.
قراءة ممتعة






0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More