الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الخطاب الديني و المنطق الأعرج

صدر اليوم كتاب "الخطاب الديني و المنطق الأعرج" للدكتور كمال النجار، في طبعته الأولى، عدد الصفحات:279.



الخطاب الديني عامةً والإسلامي خاصة يقدم الغيبيات التي هي أصل الدين، على العقليات التي يصل إليها الإنسان بمحض تفكيره وبعيداً عن الأيدولوجية الدينية. وهم بذلك يقدمون النقل على العقل، ولكنهم يحاولون خداع الناس بأن يحاولوا الظهور بمظهر من يحترم العقل. وفي واقع الأمر فإنّ أحاديثهم وكتبهم تمتهن العقل ولا تعيره أي اهتمام. وكلمة العقل أصلاً كلمة غريبة على الخطاب الديني الإسلامي. فالقرآن رمز إلى مركز التفكير عند الإنسان ب "القلب" الذي يرتبط في مخيلة الشعراء بالعاطفة، فقال مثلاً (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) (آل عمران، 8). وقال كذلك (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) (آل عمران، 167). وقال (لهم قلوب لا يفقهون بها) (الأعراف، 179). واستعمل الفعل "يعقلون" تسع عشرة مرةً في اثنتي عشرة سورة. واستعمل "تعقلون" ثلاث مرات في سورتين، بينما استعمل كلمة "قلوبهم" حوالي أربع وخمسين مرةً. وإذا عرفنا أن القرآن به ما لا يقل عن 77639 كلمة، ندرك مدى الأهمية التي يوليها القرآن للفكر. وأغلب استعمال كلمة "تتفكرون" كان يخاطب بها العاطفة. فقال في سورة البقرة: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نارٌ فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون (266). منتهى الاستدرار للعاطفة، عندما يموت الرجل الكهل ويترك لذريته الصغار جنةً فتحترق.
الكتاب مجموعة مقالات نشرها الكاتب بالحوار المتمدن ارتأت دار الباهية جمعها لتقديمها للقارئ المهتم مرتبة من الأقدم إلى الأحدث آملة أن تكون له نبراسا ينير الدرب في ليل الواقع الديني البهيم.

 تحميل


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More